Listed On

corporate law firms in Egypt - corporate law firms in Egypt
The Legal 500 EMEA

الفرق بين فاعلية القرار الإداري و قرارات مجلس الإدارة طبقًا لقانون الشركات

القرار الإداري و قرار مجلس الإدارة

تُعد القرارات ركيزة أساسية في عمل أي مؤسسة، سواء كانت إدارية أو تجارية، و تعتبر عملية اتخاذ القرار هي جوهر نجاح أي مؤسسة، سواء كانت شركة صغيرة ناشئة أو تكتلاً ضخماً متعدد الجنسيات، حيث تُبنى القرارات على مستويات مختلفة ضمن الهيكل التنظيمي للشركة، و لكل مستوى صلاحياته و مسؤولياته و آثاره المترتبة.

و تختلف طبيعة هذه القرارات باختلاف الجهة التي تصدرها و الآثار القانونية المترتبة عليها، و هو ما يتطلب فهمًا دقيقًا للتفرقة بين القرار الإداري و قرارات مجلس الإدارة و قرارات الجمعية العامة داخل الشركات، خاصة في ظل التنظيم الذي أقره قانون الشركات المصري رقم 159 لسنة 1981 و تعديلاته.

و تجدر الإشارة الى ان فهم الفروقات الجوهرية بين هذه الأنواع من القرارات أمر بالغ الأهمية لأي شخص يشارك في إدارة أو تحليل الشركات، إذ يحدد كل نوع نطاق السلطة، نوعية المسائل التي يتناولها، و التأثير المحتمل على الشركة و أصحاب المصلحة.

أهمية التمييز بين أنواع القرارات

التمييز بين القرار الإداري و قرار مجلس الإدارة و قرار الجمعية العامة له أهمية عملية بالغة، فهو يؤثر على:

  1. آلية اتخاذ القرار.
  2. مدى قانونية القرار و قابليته للطعن.
  3. طبيعة المسؤولية القانونية المترتبة على مصدر القرار.

فعدم إدراك الفارق قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات باطلة أو غير ملزمة، أو الطعن عليها من قبل المساهمين أو الأطراف المعنية.

أثر الفهم السليم للتمييز على سير العمل المؤسسي

فهم الحدود و الصلاحيات بين القرارات يسهم في:

  • ترشيد الأداء الإداري و التنفيذي.
  • منع التضارب في الاختصاصات.
  • تعزيز الحوكمة الرشيدة في الشركة.
  • تجنب المسؤولية القانونية عن تجاوزات الصلاحيات.

الجانب القانوني للقرارات في الشركات المصرية

1- قانون الشركات رقم 159 لسنة 1981

ينظم هذا القانون كافة النواحي المتعلقة بإنشاء الشركات المساهمة، و مسؤوليات الإدارة، و حدود اختصاص كل من الجمعية العامة، مجلس الإدارة، و المديرين التنفيذيين.

2- اللائحة التنفيذية للقانون

تفصل آليات تنفيذ القرارات، و شروط صحتها، و إجراءات اعتمادها و توثيقها، مما يوفر إطارًا متكاملًا يحدد نوع القرار و طبيعته.

أولًا: القرار الإداري: نبض العمليات اليومية

ماهية القرار الإداري في المنظومة القانونية؟

هو عمل قانوني يصدر عن جهة إدارية داخل الشركة (مثل المدير التنفيذي أو مدير الموارد البشرية)، بهدف تنظيم العمل اليومي أو الداخلي، فيمكن اعتبار القرار الإداري العمود الفقري للعمليات اليومية في الشركة، حيث يُتخذ هذا النوع من القرارات من قبل المديرين التنفيذيين و الإداريين في مختلف الأقسام و المستويات الإدارية، بدءًا من مديري الأقسام و حتى الرئيس التنفيذي في بعض الجوانب التشغيلية، فتتركز القرارات الإدارية في المقام الأول على تنفيذ الاستراتيجيات الموضوعة، تحسين الكفاءة التشغيلية، و إدارة الموارد اليومية.

على سبيل المثال، يمكن لمدير الموارد البشرية اتخاذ قرار بتعيين موظف جديد أو تعديل سياسة الحضور، بينما قد يتخذ مدير الإنتاج قرارًا بتحسين خط الإنتاج أو شراء مواد خام معينة.

ما تتميز به القرارات الإدارية

  • متكررة: تُتخذ بشكل يومي أو أسبوعي للتعامل مع سير العمل المنتظم.
  • تشغيلية: تركز على التفاصيل اليومية و كيفية سير العمليات.
  • ذات نطاق محدود: تؤثر بشكل مباشر على الأقسام أو الفرق المعنية، و تكون آثارها غالبًا قصيرة إلى متوسطة المدى.
  • مرونة و سرعة: تتطلب غالبًا اتخاذًا سريعًا و مرونة للتكيف مع التغيرات الطارئة في بيئة العمل.

حيث تُستمد صلاحية اتخاذ القرار الإداري من التفويض الممنوح للمديرين من قبل مجلس الإدارة أو الإدارة العليا، و تُعد القرارات الإدارية حاسمة للحفاظ على استمرارية العمل و تحقيق الأهداف التكتيكية المحددة ضمن الإطار الاستراتيجي العام للشركة.

خصائص القرار الإداري

  1. فردي أو تنظيمي.
  2. قابل للطعن الإداري.
  3. لا يحتاج اعتماد الجمعية أو المجلس غالبًا.
  4. تأثيره محدود على الكيان المؤسسي.

ثانيًا: قرارات مجلس الإدارة

التعريف القانوني

هي القرارات التي تصدر عن مجلس إدارة الشركة في حدود سلطاته المخولة بموجب النظام الأساسي أو القانون.

يُمثل مجلس الإدارة قمة الهيكل الإشرافي في الشركات، و يقع على عاتقه مسؤولية التوجيه الاستراتيجي الشامل للشركة، حيث تتسم قرارات مجلس الإدارة بأنها ذات طبيعة استراتيجية و تأثير طويل الأجل، و تتناول قضايا جوهرية تؤثر على مستقبل الشركة بأكمله.

و يتكون المجلس عادةً من أعضاء تنفيذيين (من داخل الإدارة العليا) و غير تنفيذيين (من خارج الشركة)، مما يوفر مزيجًا من الخبرة الداخلية و المنظور الخارجي المستقل.

الصلاحيات المخولة لمجلس الإدارة حيث تشمل قرارات مجلس الإدارة مجموعة واسعة من المسائل الحيوية، مثل:

  • تحديد الرؤية و الرسالة و الأهداف الاستراتيجية للشركة.
  • الموافقة على الخطط الاستراتيجية و التشغيلية الرئيسية و الميزانيات السنوية.
  • تعيين و مراقبة أداء الرئيس التنفيذي و كبار المديرين التنفيذيين و تحديد مكافآتهم.
  • الموافقة على عمليات الاندماج و الاستحواذ الكبرى، أو بيع الأصول الرئيسية.
  • اعتماد السياسات المالية، مثل توزيع الأرباح أو إصدار السندات و الأسهم و الموافقة على الميزانية.
  • الإشراف على إدارة المخاطر و الامتثال للمعايير القانونية و التنظيمية.
  • تحديد هيكل الحوكمة للشركة و ضمان الشفافية و المساءلة.
  • الدعوة للجمعيات العامة.

تُتخذ قرارات مجلس الإدارة عادةً بعد نقاشات مستفيضة و دراسة متأنية للمعلومات المتاحة، و غالبًا ما تتطلب أغلبية الأصوات من الأعضاء الحاضرين.

هذه القرارات هي التي ترسم المسار العام للشركة و تضمن تحقيق أهدافها طويلة الأجل و حماية مصالح أصحاب المصلحة، و يقع على عاتق مجلس الإدارة مسؤولية ائتمانية تجاه المساهمين، مما يعني أن قراراتهم يجب أن تكون دائمًا في مصلحة الشركة و مساهميها.

خصائص قرارات المجلس

  1. جماعية تصدر باجتماع رسمي.
  2. تخضع لقيود و إجراءات قانونية.
  3. آثارها قد تكون ممتدة و خارجية.
  4. تُوثق في محاضر رسمية.

ثالثًا: الفروق الجوهرية بين القرار الإداري و قرار مجلس الإدارة

القرار الإداري و قرار مجلس الإدارة

رابعًا: التداخل و العلاقة بين النوعين

حالات التكامل:

قرار المجلس بتفويض المدير العام => يصدر المدير قرارات إدارية.

قرار المجلس بالموافقة على تعيينات كبرى => تُنفذ بقرارات إدارية لاحقة.

حالات التعارض:

صدور قرار إداري بتجاوز حدود المجلس (مثل توقيع عقود تفوق صلاحيات المدير).

اتخاذ المجلس قرار إداري داخلي دون الرجوع لمتطلبات القانون أو اللائحة.

خامسًا: الجوانب القانونية و المساءلة

المسؤولية عن القرار الإداري: يتحملها المسئول أو المدير وفقًا للوائح الشركة.

المسؤولية عن قرارات مجلس الإدارة: يتحملها أعضاء المجلس تضامنًا إذا نتج عن القرار ضرر بالشركة أو بالمساهمين.

سادسًا: الطعن و البطلان على القرارات

هل يمكن الطعن في القرار الإداري؟

نعم، يجوز الطعن عليه أمام القضاء الإداري أو مجلس الدولة، إذا شابه عيب في الشكل أو الانحراف في استعمال السلطة.

ما هي حالات بطلان قرارات مجلس الإدارة؟

  • مخالفة النظام الأساسي أو القانون.
  • اتخاذ القرار خارج نطاق الاختصاص.
  • تعارض القرار مع قرارات الجمعية العامة.
  • وجود تضارب مصالح غير مفصح عنه.

خاتمة

إن فهم الفروق بين القرار الإداري و قرار مجلس الإدارة ليس مجرد تمييز نظري، بل هو أمر جوهري لضمان مشروعية الإدارة و حوكمة الشركات. و طبقًا لقانون الشركات رقم 159 لسنة 1981، فإن احترام الحدود بين القرارات اليومية و التنفيذية و قرارات التسيير العليا هو ما يضمن استقرار الشركة و حمايتها من البطلان و المساءلة القانونية.